موضوع: خصائص في أميرالمومنين الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:51 am
بعض خصائص أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب : 1 ـ ولد في الكعبة في بيت الله ولم يولد بها أحد قبله ولا بعده ، واستشهد في بيت الله ـ في محراب مسجد الكوفة ـ ، وما بينهما كان بابه وباب رسوله الله فقط من بين جميع خلق الله يحق لهما أن تفتح إلى المسجد النبوي في المدينة المنورة التي عاش بها أغلب عمره الشريف ، ولم يحق لغيرهما 2 ـ تولى تربيته رسول الله في كل أدوار حياته 3 ـ أول من أسلم وكان هو الذي يوصل وضوء رسوله وطعامه عند اعتكافه في غار حراء فكان يسمع ما يسمع رسول الله 4 ـ كان أبوه يدافع عن رسول الله ويمنع كبار قريش عن التعرض له ، وكان الإمام علي يقف أمام صغارهم والشبان فيمنعهم من التعرض له أو إلقاء الحجارة وما شابهها عليه ، فكان يصرعهم ويضربهم وكان معروف عنه بجر آذانهم حتى يسقطهم الأرض ، حتى خاف جميع من يقارب سنه أن يشارك الكبار في التعرض لرسول الله 5 ـ أول من صلى خلف رسول الله في الكعبة 6 ـ بات في فراش رسول الله حتى تمكن رسول الله من الهجرة ولم يعرف به أحد ، حيث ضن من جاء لقتل رسول الله أنه نائم ، فأنزل الله في حقه آية شراء الأنفس في سبيل الله ، بل جعله نفس رسول الله في آية المباهلة 7 ـ كان وصي رسول الله في مكة فأرجع أمانات الناس التي كانت عند رسول الله وهو وصيه بعده ، وبعدها كانت هجرته حيث لحق برسول الله بالمدينة بالفواطم الثلاثة أمه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت رسول الله وفاطمة بنت حمزة ، ولم تستطع قريش أن تمنعه 8 ـ آخاه رسول الله صلى الله عليه وآله معه لمّا آخى بين المسلمين 9 ـ حامل لواء الرسول صلى الله عليه وآله ومكتوب عليه : لا إله إلا الله في أهم غزواته وحروبه ، ولم يجعل عليه أمير في كل غزوة كان فيها وكان بطل الإسلام الأول وعلى يده كانت أهم فتوحاته 10 ـ النبي حمله فوضع الأصنام عن الكعبة 11 ـ بلّغ عن رسول الله صلى الله عليه وآله سـورة براءة ومنع غيره ليعرف الله من يجب أن يبلغ دين الله بعد رسوله 12 ـ جعله الله أمير للمؤمنين وصي وخليفة وإمام في يوم الغدير ، وبتنصيبه كمل الدين وتمت نعم الإسلام ، وبمولاته نحصل على رضا الرب بنص آيات التبليغ ، وإكمال الدين ، والولاية ، وبلغ عشيرتك الأقربين ، ولكل قوم هاد ، وغيرهن من النصوص على إمامته بعد رسول الله ، فكانت البيعة له بالخلافة في الثامن عشر من ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة في غدير خم بأمر من الله تعالى للرسول صلى الله عليه وآله ، واستلم الحكم في ذي الحجة في السنة الخامسة والثلاثين من الهجرة بعد أن غصبت منه فترة 13 ـ كان نفس رسول الله بنص أية المباهلة ، وجعل ذرية رسول الله من صلب علي صلاة الله عليهم أجمعين 14 ـ خصه النبي بغسله وتكفينه والصلاة عليه والناس اشتغلت بالتسلط على الحكم مضيعة لأمر الله ووصية رسوله 15 ـ كان افقه المسلمين وأشجعهم وأزهدهم وأعلمهم وأحكمهم واقضاهم واعبدهم وأصوبهم رأياً ، واحتياج الناس إليه في معرفة أمور دينهم ولم يحتاج إلى أحد منهم 16 ـ كل من سمع به من أصحاب الضمائر الحرة قدمه وأحترمه على جميع خلق الله بعد رسول الله ، حتى أصحاب الأديان الأخرى ينظرون إليه بإجلال وإكبار 17 ـ كان آية الله المتجلية في أسماءه الحسنى في الأخلاق والسيرة بالعدل والإنصاف 18 ـ جاءت في فضله ومناقبه كثير من الأحاديث والآيات وتشهد له أنه أفضل خلق الله بعد رسول الله ، فنزلة في حقه وآله سورة هل آتى والفجر والعاديات ، وآية التطهير وأية المودة وأية من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ، وخصه الله بتبليغ سورة براءة ومنع غيره ليعلم الناس أنه أولى بهم بعد رسول الله وغيره يجب أن يمنع ، وغيرها من الآيات الكثير وفيه أحاديث كثيرة تعرفنا عظيم منزلته منها أنه باب علم رسول الله و حديث الثقلين والغدير ، وحديث حبه أيمان وبغضه كفر ، وحبه عبادة ، وحديث الأخوة والوصاية والمنزلة والوراثة والحوض وسقاية الناس بيده في ذلك اليوم العصيب واللواء في المحشر حتى الجنة وغيرها الكثير الكثير راجع صحيفته 19 ـ خلفاء رسول الله والأئمة إلى يوم القيامة من ولده ، وهو أبو الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وهو خير منهما ، وهو كفئ فاطمة الزهراء الذي زوجه الله تعالى بها ، صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين 20 ـ بنص حديث الطائر المشوي و أحاديث فتح خيبر وغيرها هو أحب الخلق إلى الله تعالى ورسوله ، حتى صار عنوان صحيفة المؤمن حب علي ابن أبي طالب
رابعا : معرفة علي عليه السلام عبادة لله سبحانه : أعلى معجزات الإسلام كتاب الله وكلامه القرآن المجيد ، وتحدى الله سبحانه البشر بأن يأتوا بآية مثله ، فضلا عن كل شيء في الوجود يدل على الله وحده لا شريك له سبحانه وتعالى والله سبحانه مكن علي بن أبي طالب عليه السلام من الكلام والمعرفة بكلام بليغ معجز ، فجعله ينطق بالحق والعدل وتعريف عظمة الله وهداه ومعارف دنيه بما لا يمكن أن يجاريه أحد بعده غير سيده رسول الله صلى الله عليهم وسلم فكان معجزة أمير المؤمنين كلامه البليغ فظهر أعلى تجلي لله في عباده بعد كتابه في أمير المؤمنين وكلامه المعرف لدينه وعظمته وتوحيده فكانت المعجزة الإلهية في الكلام في خلقه مضاعفة ، حيث جعل كلام الإمام علي فوق كلام كل مخلوق وتحت كلام الخالق في كتابه فضلا عن دلالة كل سيرة الإمام علي عليه السلام وخلقه وزهده وشجاعته على أهمية وجوده في الإسلام ، وأنه كان بحق أحق الناس بالإمامة والولاية للمؤمنين بعد رسول الله صلى الله عليهم وسلم وما عرفت من الخصال أعلاه تعرفنا أن ذكره هو ذكر لتأريخ الإسلام ولمعارف هداه بأحسن شرح وأبلغ تعبير ، وبه تتم لنا بحق المعرفة الواقعية لهدى الله الحق وعظمة بأعلى بيان ، حتى كان كل من يخالفه ضال عن هدى الله وعن معرفته بما يحب وبهذا كان ذكره ومعرفته هو ذكر لدين الله وهداه ومعارف عظمة الله وبمعرفته وذكره يعرف تأريخ الإسلام وسيرة حياة الإيمان حيث كانت حياته حياة رسول الله في كل أدواره ، ولذا صار : ذكره ومعرفته وتعلم معارفه عبادة لله سبحانه لأنه بها تعرف عظمة الله بحق وهداه وتجلي نور بأكرم خلقه بعد رسول الله وإن طلب العلم عبادة لله ولا يتم إلا بمعرفة علوم علي عليه السلام وآله وبهذا يذكر فيعبد الله سبحانه بما يحب من طلب المعرفة لهداه وتجلي نوره بأعظم خلقه وأعلاهم نورا بعد رسول الله ولمعرفة هذه الحقائق راجع كلامه في نهج البلاغة وسيرته عليه السلام في صحيفته وفي صحيفة النبوة من موسوعة صحف الطيبين
خامسا : ذكر تاريخ الدين وهداه بذكر علي عليه السلام وهو عبادة لله : إن الله سبحانه وتعالى جعل التفكر في خلقه لمعرفة عظمته عباده له ، وطلب العلم من أفضل العبادة إن كان في طاعة الله سبحانه حتى كان من سمع ناطق فهو يعبده فإن كان ينطق بالهدى وآمن به فهو في عبادة الله وعرفت علم الله خصه بمن وهبهم الكتاب والحكمة وهم نبينا وآله ولا يعرف إلا منهم وممن ينطق عنهم فيذكر لنا معارفه بإسناده عنهم فيكون ذكرهم عليهم السلام عبادة لله والله أمرنا أن نسأل أهل الذكر حيث سمى كتابه ذكرا وجعل له أهلا عالمين به فقال سبحانه : { َمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْــأَلُواْ أَهْـــلَ الذِّكْــــرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الــذِّكْــــرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) } النحل . فسمى سبحانه كلامه ذكرا وجعل له أهلا وإن أهل الذكر هم نبينا وآله لأنهم هم يعرفونا معارفه ، ولا يعقل أن يكون أهل ذكر في الأمم السابقة موجودون ولا يكون أهل ذكر في الإسلام ، وإن كان فهم نبينا وآله . وببعض التفصيل تدبر يا طيب : الله سبحانه : سمى كتابه ذكرا وأمر أن يذكر كل تأريخ عرفه فيه سواء للإسلام أو قبله من الأمم ، فقال سبحانه : { ص وَالْقُرْآنِ ذِي الـذِّكْــرِ } ص1 .
{... اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُـــرْ عَـبْـــدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) } ص . { وَلاَ تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُــــرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } البقرة231 . { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ } فاطر3. { فَاذْكُــــرُوا آلاَءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }الأعراف69 . وأعلى نعم الله وآياته التي هي الآلاء المعجزة والتي يجب أن تذكر ونذكر بها ونذكرها هو الصراط المستقيم للمنعم عليهم بهدى الله ومن وهبهم الكتاب والحكمة . { أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55) } النساء. فنبينا وآله صلى الله عليهم وسلم هم آل إبراهيم الذين عندهم الكتاب والحكمة ، وحسدهم الناس فقتلوهم ومنعوهم من حكومة المؤمنين . وإن ذكرهم بالمعرفة وتأريخ الدين كان بأمر الله سبحانه ، فتدبر معاني ما في الأمم السابقة وما خص به نبينا في البيان الآتي في قوله تعالى : {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (8 أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاَءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْــرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْـــرَى لِلْعَالَمِينَ} الأنعام90. فكان ذكر كل معارف الله وشرحها وتأريخ الأمم المُعرفة بعظمة الله وأهل دينه وهداه ومصيرهم ، هو من ذكر عظمة الله وتجليه في خلقه . وأمر سبحانه رسول الله أن يُعرف ذكر معرفته وعظمته وهداه في مسير التكوين بما عرفت أعلاه ، فكان ذكرها عبادة لله لأنه أمر بها . وتأريخ الإسلام وهداه لا يتم إلا بذكر النبي وآله وسيدهم علي عليهم السلام ، ولذا قال الله تعالى : { قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْــرَى لِلْعَالَمِينَ} الأنعام90. { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّــكَ فَحَـــدِّثْ (11) }الضحى . { وَرَفَـعْـنَـا لَــكَ ذِكْـــــــرَكَ (4) } الانشراح . والنبي صلى الله عليه وآله وسلم : كان إذا يريد أن يعرف نعمة الله عليه وفضله يعرف فضائل علي بن أبي طالب وآله معه فيذكره بكل منقبة وفضيلة خص الله به عبادة وبأعلى شأن تكون لوصية وآله بعده ، ولا يذكر نفسه بالخصوص بل جعلهم نفسه وبتعريفهم يعرف فضله فكان ذكرهم ذكره وهو الذكر العالي العلي المرفوع الذي رفعه الله وأمره أن يحدث به وأمرنا أن نتحدث به ونتلوه ونتدبره لأنه هدى الله ومعرفة عظمته وتأريخ الدين ومسيره الصحيح الخالص الصادق في تجلي معارف الله وآدابه وما به يصلح عباده حين تطبيقه فكانوا علي وآله هم حقائق ذكر رسول الله الذي رفعه الله وأبان به تجلي عظمته وظهور نوره بأعلى مظهر في التكوين وأعظمه وأوسعه وأتمه حتى قال : { ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَــوَدَّةَ فِي الْقُــرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23.
فكان أجر الرسالة وتبليغ الهدى وهو معرفة سبيله وصراطه المستقيم بيد المنعم عليهم السلام وكما أمرنا الله في سورة الفاتحة فكان ذكرهم عن مودة لهم كما أمر الله بمودة القربى للنبي حسنة مضاعفة وبها الله يغفر الذنوب ويشكر السعي لأنه يعرفه سبحانه بما يحب من تجلي عظمته وهداه ويُعبد بما أنزل من معارف حبب لنا أن نشكره بها والآية خاصة بتبليغ الدين وقربى النبي الذي يقتدى بهم لا كل قربى مهما كان وهي أجر رسالته والقربى له والحسنة بمودتهم مضاعفة ولهذا كان ذكر علي عليه السلام عبادة بل ذكر النبي وآله فتدبر ما يأتي .
سادسا : أجمل ما يذكر به علي وآله عليهم السلام ويعبد به الله سبحانه : المعرفة النورانية لأهل البيت هي أعلى معرفة في التكوين فضلا عن تأريخ الدين وهي معارف هداه وعظمة تجلي الله سبحانه في خلقه بحق وبها نزل كتاب الله ، وعرفت أن خمسين آية تعرف عظمة الله وتجلي نوره وإن فلسفة الإسلام هي الحكمة النورانية ومنها : عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( أفضل الكلام قول : لا إله إلا الله وأفضل الخلق أول من قال : لا إله إلا الله فقيل : يا رسول الله ومن أول من قال لا إله إلا الله ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : أنا . وأنا نور بين يدي الله جل جلاله و أوحده و أسبحه و أكبره و أقدسه و أمجده . ويتلوني نور شاهد مني . فقيل : يا رسول الله و من الشاهد منك ؟ فقال : علي بن أبي طالب أخي وصفيي ووزيري وخليفتي ووصيي وإمام أمتي وصاحب حوضي وحامل لوائي . فقيل له : يا رسول الله فمن يتلوه ؟ فقال : الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم الأئمة من ولد الحسين إلى يوم القيامة ) . كمال الدين ج2ص660ق58ح14.
وفي الكافي بإسناده عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَقُولُ : ( إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِهِ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ فَأَقَامَهُمْ أَشْبَاحاً فِي ضِيَاءِ نُورِهِ يَعْبُدُونَهُ قَبْلَ خَلْقِ الْخَلْقِ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ يُقَدِّسُونَهُ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ) . الكافي ج1ص530
وذكر الصدوق عن أبي صالح عن أبي ذر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول : ( خلقت أنا و علي من نور واحد : نسبح الله يمنة العرش قبل أن خلق آدم بألفي عام . فلما أن خلق الله آدم جعل ذلك النور في صلبه و لقد سكن الجنة و نحن في صلبه و لقد هم بالخطيئة و نحن في صلبه . و لقد ركب النوح السفينة . ونحن في صلبه ولقد قذف بإبراهيم في النار ونحن في صلبه فلم يزل ينقلنا الله عز وجل من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب فقسمنا بنصفين فجعلني في صلب عبد الله وجعل عليا في صلب أبي طالب وجعل في النبوة والبركة وجعل في علي الفصاحة والفروسية وشق لنا اسمين من أسمائه فذو العرش محمود و أنا محمد و الله الأعــلــى و هــذا عـــلـــــي ) . معاني الأخبار ح1ص56ح4 . وبحار الأنوار ج15ص7ب1ح7 .
وقد ذكرنا المعرفة النورانية لأهل البيت عليهم السلام التي نزل بها هدى الله في كتابه وسنة رسوله : في كتاب صحيفة فاطمة عليها السلام ، وفصلناها في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، وفي شرح الأسماء الحسنى ، وبالخصوص الاسم العظيم واللطيف والشافي في الجزء الثالث منها ، وفي صحيفة الإمام علي عليه السلام في الباب الثالث ، فراجع التفاصيل في موسوعة صحف الطيبين .
سابعا : أحاديث خاصة في ذكر علي عليه السلام عبادة : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( ذكر علي عبادة ) . كشف اليقين 449ب28. و قال صلى الله عليه وآله : ( ذكر علي بن أبي طالب عبادة ) . الصراط المستقيم ج1ص209ف17. وعن ابن عباس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ذكر الله عز وجل عبادة . و ذكري عبادة . و ذكر علي عبادة . و ذكر الأئمة من ولده عبادة .... الخبر ) . بحار الأنوار ج91ص69ب29ح58 عن الاختصاص. وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( زينوا مجالسكم بذكر علي بن أبي طالب ) . بشارة المصطفى ص 60 .العمدة 368ح724 .كشفاليقين450ح28.
وكلنا نعرف إن اسم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين مشتقة من أسماء الله الحسنى وإن الله هو العلي والأعلى وأشتق لسيد الأوصياء اسم علي كما مر في حديث سابق وعلي يدل على العلو والرفعة والشيعة في الغالب عند النهوض وعند القيام وعند كل أمر يطلبون به الرفعة والعلو يقولون : يا علي وهم يردون فيه معنى : يا إلهي : كما جعلت الإمام علي عليه السلام عليا وعالي بكل شيء فعليته بالقوة العلمية والعملية وفي كل ثواب وجزاء فكرمته بالهدى والاستقامة . فهب لنا مثل نوره وعلّينا وقونا لنقوم وننهض ونقوى على أعمالنا وبكل علو ورفعة بحيث تكون مع صلاح ديننا ودنيانا والقصد هو رضاك فالشيعة بكلمة يا علي : يقصدون طلب الرفعة من الله كما علّا إمامهم بكل شيء حتى جعله عليا وإنه جاء في الحديث الإنسان مع من أحب فإظهار حب الإمام علي بندائه هو في الحقيقة طلب ديني ودعاء ضمني من الله سبحانه أن يعليهم كما علا إمامهم علي و الذي أختاره الله سبحانه لهم ولي دين ومعرف لعظمته وهداه حقا