عاصر الشيخ آية الله العظمى الشيخ وحيد الخرساني( دام ظله) المرحوم السيد غلام رضا الكسائي الذي كان على ثقة وعلى درجة عالية من الصدق والتقوى والعدالة ، وسمع منه القصة التالية .
يقول السيد الكسائي: لما كنت طالبا في مدرسة دينية بمدينة تبريز، كان خادم المدرسة رجلا مؤدبا متواضعا ومن أهل التقوى والصلاح ، وكان ذا روحية عجيبة قليل الكلام شديد الكتمان ، وكان يساعد الجميع دون مقابل .وكان من شدة خلقه وإحسانه يحرجنا.
في إحدى الليالي ، خرجت من غرفتي لإسباغ الوضوء فرأيت شيئا عجيبا. (رايت نورا مشعا يخرج من حجرة الخادم.) واستطعت أن أسمعه يتحدث مع شخص بصوت خافت. وفجأة انقطع النور المشع واختفى الصوت .
دخلت غرفته بعد الاستئذان وسألته: من هو الشخص الذي كنت تتحدث معه لقد سمعتك، وما هذا النور المشع الذي كان في الغرفة ، قل لي الحقيقة ماذا كان يحدث هنا !
قال: حسنا ، سوف أخبرك بشرط أن لا تخبر به احدا . اليوم الاربعاء ، وأنا موجود الى يوم الجمعة فلا تظهر سري الى ظهر الجمعة .
- حسنا ، أعاهدك أن لا أفشي سرك حتى ظهر الجمعة.
- الحقيقة هي أن سيدي ومولاي الحجة ( عج ) كان هنا ، وكنت بين يديه.
- حول ماذا كان يحدثك الامام ؟
- لقد أخبرني الامام عن الفئات التي ترتبط به .
- ومن هم ؟
- هناك ثلاث فئات ترتبط بالامام في عصر الغيبة . كل فئة أقلّ عددا من الأخرى وهم الأقرب فالأقرب ، وهم خُلَّص في العبادة والأخلاق وعندما يموت واحد من هؤلاء يختار مكانه الإمام واحدا من الطبقة التي تليها ،وكل من أصلح نفسه من الشيعة من ناحية الأخلاق والفضائل يصبح من هؤلاء الفئات .
- ( واخذت استمع إليه بذهول ...)
- فأنا في يوم الجمعة سوف أحلّ مكان شخص يموت من الطبقة الثالثة ، وجاءني الامام واختارني لأداء المهمة .
-عندها خرجت من الغرفة في حالة عجيبة . يا الهي هذا الخادم كنا ننظر إليه نظرة إستصغار وهو في الواقع صاحب مقام رفيع ومنزلة عظيمة بحيث يزوره سيدي ومولاي الحجة .
-وأخذت أراقب الخادم في حركاته وسكناته اليومين الباقيين . إنه عادي جدا في عمله ، يكنس ، يخدم الطلبة ، ينظف الصفوف ، يا له من انسان بسيط .
وفي يوم الجمعة اغتسل ووقف في فناء المدرسة وكنت ألاحقه بعيني حتى لا يفلت مني وكنت أحسّ باضطراب شديد . وقف ينتظر وكأنه مسافر ومع الكلمة الأولى للآذان ( الله أكبر ) غاب عن عيني وكأنه اختفى .
فصعقت للمنظر ورحت أبحث عنه في المدرسة وأنادي عليه .سألت الطلبة فقالوا أنه كان واقفا في فناء المدرسة ، ولعله خرج .
عندها أخذت أسرد القصة للطلبة وهم في غاية الدهشة .
وقد ظللت مدة أربعين عاما ابحث عن هذا الخادم فلم أجد له أثرا !!!
لقد علمني هذا الخادم درسا في التواضع والخلق والصلاح والورع ، بحيث زهدت في كل شيء ، ولا أريد غير رؤية سيدي ومولاي صاحب العصر والزمان .
----